الصحافة اليوم 19-9-2013: روسيا تسلّم مجلس الامن أدلّة براءة سورية
رصدت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الخميس 19-9-2013 تطورات المشهد السوري مع تأكيد روسيا على "انتقائية" تقرير المفتشين الدوليين حول الكيميائي السوري، مشيرة إلى أنها ستقدم لمجلس الأمن أدلة تسلمتها من دمشق تؤكد أن المعارضة هي التي نفّذت مجزرة الغوطة.
السفير
أوباما يستبعد انتهاء الحرب في وجود الأسد .. و«القاعدة» يجتاح أعزاز
روسيا تلوّح بـ«أدلة تقنية»: سوريا أولويتنا
زياد حيدر
وكتبت صحيفة السفير تقول "وجهت دمشق وموسكو، أمس، سهام التشكيك الى تقرير المفتشين الدوليين بشأن الهجوم الكيميائي على غوطة دمشق في 21 آب الحالي، ما يبدو أنه استباق لإمكانية استخدام واشنطن وباريس ولندن له لممارسة ضغط اضافي على دمشق، مع مواصلة الإدارة الأميركية التهويل بإبقاء الخيار العسكري إذا لم تطبق السلطات السورية الاتفاق الروسي - الأميركي بشأن إزالة ترسانتها الكيميائية.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن بلاده ستسلم الأمم المتحدة «أدلة تقنية» على ارتكاب المعارضة السورية الهجوم الكيميائي، وأن المحققين تجاهلوا الأدلة التي قدّمتها لهم دمشق، وذلك بعد ساعات على لقائه الرئيس السوري بشار الأسد الذي رحب بالدور الروسي المتنامي بما «يبعث الأمل بإمكانية رسم خريطة جديدة للتوازن العالمي»، وهو ما رد عليه المسؤول الروسي بالقول أن «سوريا باتت أولوية روسية».
ميدانياً، انفجر الوضع قرب الحدود التركية بشكل كبير، مع اقتحام مسلحين تابعين لتنظيم «القاعدة» بلدة إعزاز وسيطرتهم عليها، بعد اندلاع قتال مع مسلحين من «لواء عاصفة الشمال» التابع لـ«الجيش الحر»، فيما تمكّن المسلحون الأكراد من السيطرة على بلدة قريبة من مدينة رأس العين قرب الحدود التركية أيضاً خلال اشتباك مع مجموعات من المسلحين «الجهاديين».
أوباما وهايغل
ودافعت الإدارة الأميركية عن اتهامها للسلطات السورية بشن الهجوم الكيميائي. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما «حين ننظر إلى تفاصيل الأدلة التي قدّموها ــ من غير المعقول أن يكون أي طرف آخر غير النظام قد استخدم الأسلحة الكيميائية»، معتبراً أن تقرير المفتشين ساهم في «تغيير الرأي العام الدولي» حول المسألة.
وقال أوباما، لقناة «تيليموندو» الناطقة بالأسبانية، «لا يغيبنّ عن الذهن أنه من الصعب للغاية تصور أن تخمد الحرب الأهلية (في سوريا) إذا كان الأسد باقياً في السلطة». وأضاف إنه ما زال يهدف «إلى تحوّل، يخرج فيه (الأسد) من السلطة، على نحو يحمي الأقليات الدينية في سوريا ويضمن ألا تصبح للمتطرفين اليد الطولى» داخل البلاد.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل أن الاستعدادات العسكرية الأميركية وانتشار السفن الحربية في شرق البحر المتوسط «ستبقى على ما هي عليه» للقيام بضربات عسكرية محتملة في حال فشل الاتصالات الديبلوماسية بشأن سوريا.
وفي دمشق، قال ريابكوف، المختص بنزع الأسلحة في وزارة الخارجية، إن موسكو ستسلم الأمم المتحدة «أدلة جديدة» على ارتكاب المعارضة السورية الهجوم الكيميائي في آب الماضي، مشيراً إلى أن هذه الأدلة تنطوي على معلومات مهمة تستند «إلى حقائق تقنية لا سياسية»، مشدداً على أن «سوريا باتت أولوية روسية».
ريابكوف، الذي رفع من شأن الدلائل السورية، بعد اجتماعين الأول مع وزير الخارجية وليد المعلم والثاني مع الأسد، نوّه بأن خبراء روساً سيقومون بفحص «الأدلة» التي سلمتها دمشق له، ومقارنتها بأدلة أخرى تمتلكها موسكو، وذلك قبل ساعات فقط من إعلان وزير الخارجية سيرغي لافروف نية موسكو تسليمها للأمم المتحدة.
وفي مؤتمر صحافي في السفارة الروسية في دمشق، قال ريابكوف أن الأدلة التي تسلمها وفده من المعلم «هي وثائق تقنية ذات أهمية عالية، وليست سياسية»، مضيفاً أنها «تتضمن جداول وأرقاماً ومعادلات كيميائية وأموراً مشابهة، يجب على الخبراء الروس فحصها، كي تتم مقارنتها بدلائل أخرى». وانتقد تجاهل لجنة المحققين الدولية في تقريرها الأخير دلائل تم تقديمها في السابق من الجانب السوري.
وجدّد ريابكوف القول أن القرار الأول لمجلس الأمن الدولي الذي يدعم اتفاق التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية يجب أن يقتصر على هذا الغرض، مؤكداً أن موسكو ستعارض أي تهديد بالقوة في المرحلة الحالية.
ووفقاً لمعلومات «السفير» سيشرف المسؤول الروسي على العملية الطويلة لنزع السلاح الكيميائي، بدءاً بعملية حصره، والمطابقة التي ستجري بإشراف مجلس الأمن، والسلطات السورية، إلى مراقبته تمهيداً لتحميله وتدميره.
ولم يكشف الجانبان كما العادة عن تفاصيل الأدلة التي قدمتها دمشق، وإن شاعت معلومات تفيد بأن صوراً تجسسية قدمت إلى الجانب الروسي مصدرها من خارج سوريا، إضافة إلى تحليلات مخبرية تثبت طبيعة السلاح «البدائية»، مرفقة بمعلومات عن السلاح الذي تمّ استخدامه، والذي سرب بأنه مهرّب من ترسانة السلاح الليبية وليس السورية.
وشكر الأسد ريابكوف على مساندة روسيا لسوريا في «مواجهة ما تتعرّض له من هجمة شرسة وإرهاب تكفيري تدعمه دول غربية وإقليمية وعربية»، معتبراً «أن تلك المواقف تبعث على الأمل في رسم خريطة جديدة للتوازن العالمي».
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن ريابكوف تأكيده «ثبات الموقف الروسي من الأزمة في سوريا والقائم على ضرورة إيجاد حل سياسي والتمسك بالقوانين الدولية المتمثلة برفض استخدام القوة واحترام حق الشعوب في رسم مستقبلها»، مشيراً إلى أن «القضية السورية باتت تشكل أولوية لروسيا ومحوراً للسياسات العالمية».
وكان ريابكوف قال، لوكالة «نوفوستي»، «شعرنا بخيبة أمل. هذا اقل ما يمكن أن نقوله، من مقاربة الأمين العام ومفتشي الأمم المتحدة الذين زاروا سوريا واعدوا تقريراً غير كامل وفيه انتقاء من دون أن يأخذوا في الاعتبار ما اشرنا إليه مراراً». وأضاف «إذا لم تكن لدينا صورة كاملة عما يجري هنا، فلا يمكن إلا اعتبار النتائج التي وصل إليها مفتشو الأمم المتحدة نتائج مسيّسة ومنحازة وأحادية».
وفي لقاء آخر، يثير ذكريات حربي الولايات المتحدة على كل من العراق وأفغانستان، استقبل الأسد المحامي الجدلي والمدعي العام الأميركي الأسبق رامزي كلارك، برفقة وفد أميركي ضم أعضاء سابقين في الكونغرس وناشطين في مجال مناهضة الحروب وإعلاميين."
النهار
الإبراهيمي يحذر من «دولة أمراء حرب وعصابات» .. وهاون على دمشق
اشتباك «الفصل السابع» يتصاعد وموسكو لا تتراجع
وكتبت صحيفة النهار تقول "علمت "النهار" من ديبلوماسيين في نيويورك أمس أن الدول المتماثلة التفكير في مجلس الأمن، وخصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، تعتزم تقديم مشروع قرار في شأن تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية الى سائر الأعضاء خلال اليومين المقبلين أملاً في التصويت عليه في نهاية الأسبوع الجاري، على رغم استمرار الخلاف مع روسيا على ما إذا كان ينبغي اصدار القرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وكثفت روسيا وسوريا جهودهما لمنع صدور اي قرار دولي من شأنه ان يفسح في المجال لاستخدام القوة ضد سوريا، الامر الذي شكر الرئيس السوري بشار الاسد موسكو عليه.
واتهمت موسكو مفتشي الامم المتحدة الذين حققوا في الهجوم الكيميائي في الغوطة بريف دمشق بـ "الانحياز" وأعلنت انها تلقت من دمشق ادلة تدعم فرضية تعمد المعارضة السورية المسلحة الاستفزاز وضلوعها في الهجوم الكيميائي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو ستقدم الى مجلس الأمن أدلة تلقتها من دمشق بواسطة نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الزائر لسوريا حاليا، على استخدام قوات المعارضة السلاح الكيميائي في الغوطة.
وسئل ريابكوف عن احترام سوريا المرحلة الاولى من الجدول الزمني المحدد لاتفاق تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية الذي تم السبت الماضي في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة، فأجاب: "لقد تلقينا ضمانات ان ذلك سيتم في الوقت المحدد".
وتعليقاً على التشكيك الروسي في تقرير المفتشين، صرح الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي، بأن "النتائج في هذا التقرير لا جدال فيها... انها تتحدث عن نفسها... كان تقريراً موضوعيا تماما عن ذلك الحادث المحدد".
أوباما
وقال الرئيس الاميركي باراك أوباما لشبكة تلفزيون "تيليموندو" التي تبث بالاسبانية: "لا يغيبن عن الذهن أنه من الصعب جداً تصور أن تخمد الحرب الأهلية (في سوريا) إذا بقي الأسد في السلطة".
واكد انه لا يزال يهدف "إلى تحول يخرج فيه (الأسد) من السلطة" على نحو يحمي الأقليات الدينية في سوريا ويضمن ألا تصير للمتطرفين الإسلاميين اليد الطولى داخل البلاد. واضاف ان الخطوة الأولى الآن هي "ضمان أن يكون في مقدورنا التعامل مع مسألة الأسلحة الكيميائية"، وبعد ذلك ستكون الخطوة التالية هي الحوار مع جميع الأطراف المعنيين بالأزمة السورية والبلدان التي تساند سوريا مثل روسيا لنقول "هيا نضع نهاية لهذا".
وفي خطوة ذات مغزى، اعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان الاستعدادات العسكرية الاميركية وانتشار السفن الحربية في شرق البحر المتوسط "ستبقى على ما هي بتوجيه ضربات عسكرية محتملة في حال فشل الاتصالات الديبلوماسية في شأن سوريا".
شبح الفيتو
وفي ظل شبح حق النقض "الفيتو" الذي استخدمته روسيا والصين ثلاث مرات لإسقاط مشاريع قرارات تتعلق بسوريا، قال ديبلوماسي غربي إن المناقشات متواصلة بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، وأن "اللغة الجديدة التي هي موضع بحث الآن لا تتضمن أي تهديد باستخدام القوة أو فرض عقوبات من أي نوع على سوريا". بيد أن "ثمة إشارة الى الفصل السابع. نحن ننتظر لمعرفة ما إذا كانت موسكو وبيجينغ ستوافقان" على الصيغة الجديدة. وأوضح أن "مشروع القرار بات محصوراً بموضوع انضمام سوريا الى معاهدة حظر تطوير وصنع وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتدميرها وتطبيق اتفاق وزيري الخارجية الأميركي جون كيري وسيرغي لافروف الخاص بتدمير الترسانة الكيميائية السورية، مع إشارة الى تشجيع الجهود المتعلقة بالعملية السياسية".
واستمرت الخلافات أيضاً على ما إذا كان ينبغي "التنديد بالحكومة السورية" وفقاً للاتهام الغربي لها بأنها استخدمت الأسلحة الكيميائية، وعلى ما إذا كان ينبغي احالة المشتبه فيهم في استخدام هذه الأسلحة على المحكمة الجنائية الدولية لمواجهة اتهامات بارتكاب جرائم حرب.
وقال ديبلوماسي آخر إن "موسكو تريد الإشارة الى الفصل السابع كواحد من الخيارات المتوافرة أمام مجلس الأمن مستقبلاً"، مما يعني أن أي تحرك ضد سوريا يستوجب قراراً آخر إذا لم تمتثل السلطات السورية لواجباتها.
ولاحظ مراقبون أن المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامانتا باور تحدثت أول من أمس عن ضرورة اصدار "قرار قوي" من دون أن تشير الى الفصل السابع.
الوضع الميداني
وفي تطور ميداني لافت، قال ناشطون سوريون معارضون ان تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" المرتبط بتنظيم "القاعدة" سيطر على بلدة اعزاز على مسافة خمسة كيلومترات من الحدود السورية – التركية. وقد يشكل القتال معضلة بالنسبة الى الحكومة التركية التي كانت تسمح لمقاتلين إسلاميين متشددين بدخول سوريا عبر أراضيها، لكنها لا تريد أن ترى وجودا قويا لـ"القاعدة" قرب حدودها.
وتقع أعزاز على مسافة 30 كيلومترا شمال حلب التي استهدفتها القوات الموالية للأسد مرارا بغارات جوية وضربات صاروخية وهي أيضا متاخمة لمعبر على الحدود التركية.
وقال الناشط أبو لؤي الحلبي إن القتال نشب بعدما قاوم "لواء عاصفة الشمال" إحدى وحدات "الجيش السوري الحر"، محاولات من متشددي "الدولة الإسلامية" لخطف طبيب ألماني يعمل متطوعا في مستشفى خاص في أعزاز. وأضاف: "بعد السيطرة على إعزاز يقترب تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على المعبر. هدفهم على ما يبدو هو السيطرة على منطقة الريف شمال حلب"."
الاخبار
موسكو تسلّم مجلس الامن أدلّة براءة دمشق
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "زيارة لافتة تلك التي أجراها سيرغي ريابكوف لدمشق خلال اليومين الماضيين، إن في توقيتها، عقب توزيع تقرير المفتشين الدوليين، أو في المواضيع التي تناولتها، أو حتى مستوى اللقاءات التي شملت الرئيس بشار الأسد وتضمنت تسليم موسكو أدلة براءة دمشق من مجزرة الغوطة.
رأى الرئيس السوري بشار الاسد، امس، أن مواقف روسيا الداعمة لبلاده «تبعث على الامل» في ايجاد توازن عالمي جديد، مشدداً على أن سياسات الولايات المتحدة في المنطقة لا تحقق مصالح الشعب الأميركي وتتناقض مع قيمه ومبادئه، في وقت أكدت فيه روسيا «انتقائية» تقرير المفتشين الدوليين حول الكيميائي السوري، مشيرة إلى أنها ستقدم لمجلس الأمن أدلة تسلمتها من دمشق تؤكد أن المعارضة هي التي نفّذت مجزرة الغوطة. وعبّر الأسد، خلال لقائه أمس نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، «عن تقديره والشعب السوري لمواقف روسيا المساندة لسوريا في مواجهة ما تتعرض له من هجمة شرسة وإرهاب تكفيري تدعمه دول غربية واقليمية وعربية»، موضحاً أن تلك المواقف «تبعث على الامل في رسم خريطة جديدة للتوازن العالمي».
من جهته، شدد ريابكوف على «ثبات الموقف الروسي من الأزمة في سوريا، القائم على ضرورة ايجاد حل سياسي، والتمسك بالقوانين الدولية المتمثلة برفض استخدام القوة واحترام حق الشعوب في رسم مستقبلها».
وأكد ريابكوف أن «القضية السورية باتت تشكل اولوية لروسيا ومحوراً للسياسات العالمية»، مشيراً إلى ضرورة «استمرار التشاور والتنسيق العميق والعملي بين القيادتين» السورية والروسية.
وأعلن ريابكوف أن النظام السوري سلم روسيا مواد جديدة تدل على ضلوع مسلحي المعارضة في هجوم الغوطة، موضحاً أن روسيا «ستدرس المواد السورية التي تشير إلى ضلوع المعارضة بأقصى جدية ممكنة».
ولفت ريابكوف إلى أن روسيا شعرت بخيبة أمل من تقرير الامم المتحدة عن الهجوم الكيميائي، مضيفاً: «لقد خاب أملنا، وهذا أقل ما يمكن قوله، من موقف الأمانة العامة للأمم المتحدة ومفتشي المنظمة الدولية الذين كانوا في سوريا والذين أعدوا تقريرهم بشكل انتقائي وغير كامل دون الاخذ بالاعتبار العناصر التي اشرنا اليها عدة مرات». وكشف أن السلطات السورية سلّمت رئيس بعثة مفتشي الأمم المتحدة عن الكيميائي آكي سيلستروم ادلة على استخدام المعارضة السلاح الكيميائي، لكنّ هذه الأدلة لم تُولَ الاهتمام الكافي، ولدينا خيبة امل من ذلك.
وشدد على أنه «لا يمكننا اعتبار النتائج التي خلص اليها مفتشو الامم المتحدة الا أنها نتائج مسيسة ومنحازة وأُحادية الجانب».
وأشار ريابكوف إلى أنه عرض مع الأسد والمسؤولين السوريين «سلسلة اقتراحات سأسلمها إلى موسكو».
وكان الاسد قد استقبل أمس وفداً أميركياً ضم أعضاءً سابقين في الكونغرس وناشطين في مجال مناهضة الحروب وإعلاميين برئاسة المدعي العام الأميركي السابق رامزي كلارك. ورأى الاسد، خلال اللقاء، أن السياسات التي تنتهجها الإدارة الاميركية في المنطقة والمبنية على شن الحروب والتدخل في شؤون الدول وفرض الهيمنة على شعوبها ومقدراتها لا تحقق مصالح الشعب الأمريكي وتتناقض مع قيمه ومبادئه. من جانبهم، عبّر أعضاء الوفد الأميركي عن أملهم في عودة السلام والاستقرار إلى سوريا، موضحين أنهم ماضون في الدفاع عنها في مختلف المحافل، والعمل على كشف زيف الاتهامات التي تسوقها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للرأي العام الأميركي بهدف تبرير العدوان على الشعب السوري.
من جهة أخرى، أعرب نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عن ثقته بأن مجلس الأمن الدولي لن يصدر قراراً بشأن نزع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يسمح باللجوء إلى القوة لتنفيذ القرارات الدولية، موضحاً أن «لا مبرّر لذلك، كذلك إنّ الاتفاق الروسي الأميركي الذي تمّ التوصّل إليه أخيراً لا يتضمّن أيّ إشارة إلى هذا الأمر».
ولفت المقداد، في حديث لوكالة «فرانس برس»، إلى أن تقرير الامم المتحدة عن استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة، «لم يحمل جديداً لسوريا؛ لأن الحكومة السورية منذ البداية اكدت استخدام غاز السارين وسلمت تقارير مع ادلة ملموسة مصدقة من طاقمها الطبي وخبرائها في المواد الكيميائية»، مضيفاً: «لا اريد أن احكم على التقرير، لكنني اؤكد مرة جديدة أن سوريا لم تستخدم ولن تستخدم الاسلحة الكيميائية ضد شعبها».
ورداً على سؤال عن موافقة دمشق على الانضمام الى المعاهدة الدولية لحظر الاسلحة الكيميائية، اكد المقداد أن هذه الخطوة «عمل صادق من جانب الحكومة السورية لوقف مثل هذه الاتهامات (استخدام الحكومة للسلاح الكيميائي ضد الشعب السوري)». وأوضح أن السلطات السورية ستسعى «إلى تطبيق معاهدة الحظر في اسرع وقت ممكن بموجب الآليات التي تنص عليها المعاهدة. كذلك ستتخذ اجراءات اضافية لتطبيقها». من جهة اخرى، اتهم المقداد الحكومة الفرنسية بدعم جبهة «النصرة والقاعدة» و«كل الإرهابيين الذين يريدون تدمير سوريا»، مشيداً في المقابل بسياسة روسيا.
وفي السياق، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن المعارضة السورية تلجأ إلى الاستفزازات، لتحفيز التدخل العسكري. وأكد لافروف، للصحافيين خلال مشاركته في منتدى «فالداي» الدولي للحوار، أن «لدينا أدلة كافية تشير إلى أن الأنباء عن استخدام الكيميائي تعكس لجوء المعارضة السورية إلى الاستفزازات بصورة متواصلة لتحفيز الضربات على سوريا». وأشار إلى وجود مواد كثيرة بهذا الشأن يمكن الاطلاع عليها في شبكة الانترنت، كاشفاً أن هذه المواد أدرجت أيضاً في التقرير الذي أعده الخبراء الروس بشأن حادث استخدام السلاح الكيميائي في حلب في آذار الماضي.
واوضح أن نائبه سيرغي ريابكوف «موجود في دمشق لإجراء محادثات مع الحكومة السورية من أجل ضمان التنفيذ الصارم لجميع القرارات التي ستتخذها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية». ولفت إلى أن «الحكومة السورية سلمت ريابكوف مواد تؤكد الطابع الاستفزازي لأحداث الغوطة»، موضحاً أن «الخبراء الروس سيدرسونها وستُسلَّم لمجلس الأمن الدولي».
وشدد لافروف على أن «تقرير المفتشين يؤكد أن سلاحاً كيميائياً استخدم فعلاً، لكن تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك ما زال مهمة قائمة».
إلى ذلك، أعلن مدير الديوان الرئاسي الروسي سيرغي إيفانوف أن الاتحاد السوفياتي لم يصدر رؤوساً تحمل غاز السارين إلى أي جهة. وتعليقاً على أنباء أشارت إلى أن الصاروخ الذي أطلق في هجوم الغوطة في 21 آب كان سوفياتي الصنع، أوضح المسؤول الروسي، الذي كان يشغل سابقاً منصب وزير الدفاع لمدة 6 سنوات، أن «مثل هذه الكتابات (بالأحرف الكيريلية) كانت موجودة على صواريخ «أرض - أرض» التي صنعت في الاتحاد السوفياتي في الفترة بين عامي 1950 و1960»."
المستقبل
واشنطن تُبقي سفنها في شرق المتوسط تحسّباً و"الأطلسي" يُبقي الخيار العسكري مطروحاً والمفتشون إلى دمشق قريباً
الأمم المتحدة لموسكو: لا جدال في التقرير الكيميائي
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "سارعت الأمم المتحدة أمس إلى ردّ اتهامات موسكو بأن تقرير التفتيش الكيميائي حول سوريا "مسيّس"، وقالت على لسان المتحدث باسمها مارتن نيسيركي إن "نتائج التقرير لا جدال فيها"، مع إعلان رئيس فريق المفتشين آكي سيلستروم أن عودته وفريقه الى دمشق قريبة.
ومع تصريح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف من دمشق بأن الحكومة السورية ستحترم مهلة الأسبوع التي عليها أن تفصح خلالها عن معلومات كاملة عن ترسانتها الكيميائية، كان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل يؤكد أمس أن السفن الحربية الأميركية "ستبقى على ما هي عليه" في شرق البحر المتوسط تحسباً لاحتمال فشل التسوية الديبلوماسية المتفق عليها مع الروس حول سوريا، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن يقول إن الخيار العسكري "لا يزال مطروحاً" للضغط على بشار الأسد من أجل تنفيذ وعوده بشأن ترسانته الكيميائية.
فقد دافعت الأمم المتحدة بشدة أمس عن صدقية تقريرها حول استخدام أسلحة كيميائية في هجوم 21 آب في ريف العاصمة السورية دمشق وهو ما اعترض عليه مسؤول روسي كبير.
وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي أن هذه التصريحات "محاولة للتشكيك بفريق المحققين بقيادة البروفسور آكي سلستروم(..) وصدقية تقريره الموضوعي بالكامل".
وقال نيسيركي إن الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون "له ملء الثقة في الحرفية التي يتمتع بها فريقه وفي الخلاصات" التي توصل اليها التقرير. وأضاف ان مفتشي الامم المتحدة "حققوا بطريقة غير منحازة ووفقاً للقواعد العلمية الأكثر رفعة"، مشيراً إلى ان التقرير الذي عرض الاثنين "يؤكد من دون لبس وبطريقة موضوعية استخدام اسلحة كيميائية في سوريا"، وخلص الى القول ان "هذه الوقائع الفظيعة تتحدث عن نفسها".
وقال نيسيركي ان "النتائج في هذا التقرير لا جدال فيها"، وأضاف "انها تتحدث عن نفسها وكان هذا تقريراً موضوعياً تماماً بشأن ذلك للحادث المحدد".
وأكد فريق الخبراء بقيادة السويدي آكي سيلستروم الاثنين استخدام غاز السارين في الهجوم الذي وقع خارج دمشق وذلك في تقريرهم الذي طال انتظاره وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إنه قدم أدلة على مسؤولية قوات بشار الأسد.
وأكد أن المفتشين "سيعودون الى سوريا متى كان ذلك ممكناً" لانجاز عملهم في خان العسل وبشأن كل الاتهامات الاخرى التي تتمتع بصدقية (حول استخدام اسلحة كيميائية). وبحسب رئيس هذه البعثة، فإن "13 أو 14 اتهاماً" تستحق تحقيقاً.
إلا أن نيسيركي ذكر بان الوثيقة وخصوصا ملاحقها التقنية "تفصل انواع الصواريخ التي استخدمت ومساراتها" وهي عناصر استخلص منها الغربيون حجة لاتهام دمشق.
ولا يسمح التفويض الممنوح للمحققين بالاشارة الى المسؤولين عن استخدام الاسلحة الكيميائية وهو الامر الذي لن يتغير بالنسبة الى التحقيقات المقبلة، كما اوضح المتحدث.
وكثفت روسيا وحليفتها سوريا أمس جهودهما لمنع صدور اي قرار دولي من شأنه ان يفتح المجال امام استخدام القوة ضد سوريا وهو الامر الذي شكر الرئيس السوري بشار الاسد موسكو عليه.
وشنت روسيا حملة على مفتشي الامم المتحدة الذين حققوا في الهجوم الكيميائي في 21 اب قرب دمشق، واتهمتهم بانهم تجاهلوا في تقريرهم ادلة "قاطعة" سلمتها اليهم الحكومة السورية عن تورط المعارضة بهذا الهجوم.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي نقل تصريحاته التلفزيون الروسي ان "هذه الادلة قاطعة جدا" و"نحن نشعر بالقلق لانها لم تلق العناية المناسبة في تقرير" بعثة الامم المتحدة.
واتهمت روسيا مفتشي الامم المتحدة بـ"الانحياز" واكدت انها تلقت من دمشق ادلة تدعم فرضية تعمد المعارضة السورية المسلحة الاستفزاز وضلوعها في الهجوم الكيميائي، لدفع الدول الغربية الى التدخل عسكريا.
وأكدت الحكومة السورية أمس انها ستحترم مهلة الاسبوع التي عليها ان تزود خلالها معلومات كاملة عن ترسانتها الكيميائية، كما اعلن نائب وزير الخارجية الروسي.
وقال ريابكوف في مؤتمر صحافي في دمشق نقل التلفزيون الروسي تصريحاته "لقد تلقينا ضمانات ان ذلك سيتم في الوقت المحدد". وكان يرد على سؤال حول احترام سوريا للمرحلة الاولى من الجدول الزمني المحدد لاتفاق تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية الذي ابرم السبت الماضي في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة.
وعبر بشار الاسد عن تقديره لمواقف روسيا الداعمة لبلاده في مواجهة "الهجمة الشرسة" التي تتعرض لها.
وقال ريابكوف ايضا لوكالة "ريا نوفوستي" "شعرنا بخيبة امل هذا اقل ما يمكن ان نقوله، من مقاربة الامين العام ومفتشي الامم المتحدة الذين زاروا سوريا واعدوا تقريرا غير كامل وفيه انتقاء دون ان ياخذوا في الاعتبار ما اشرنا اليه مرارا".
واضاف "اذا لم تكن لدينا صورة كاملة عما يجري هنا فلا يمكن الا اعتبار النتائج التي وصل اليها مفتشو الامم المتحدة نتائج مسيسة ومنحازة واحادية". وقال المسؤول الروسي ان سوريا سلمت روسيا "مواد جديدة" لدعم فرضية الاستفزاز من قبل المعارضة السورية.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن ريابكوف قوله بعد محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق ان "المواد سلمت الى الجانب الروسي. ولقد ابلغنا بانها ادلة على ضلوع مسلحي المعارضة في الهجوم الكيميائي".
واضاف ريابكوف ان "روسيا بدأت تحليل هذه المعلومات الاضافية. لا يمكننا في الوقت الراهن القيام باستنتاجات". وتابع ان "الخبراء الروس يتولون تحليل (هذه العناصر) ونعتبر ان ذلك سيتيح تعزيز الشهادات والادلة على ضلوع مسلحي المعارضة في استخدام السلاح الكيميائي".
كما اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء ان روسيا ستسلم مجلس الامن "ادلة" تؤكد ان الهجوم بالسلاح الكيميائي قرب دمشق الذي وقع في الحادي والعشرين من آب، كان عبارة عن "استفزاز" قام به المعارضون السوريون.
وقال لافروف حسب ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الحكومية "لدينا ما يكفي من الادلة التي تفيد بان استخدام الاسلحة الكيميائية جاء في سياق لجوء المعارضة بشكل منتظم الى استفزازات للتسبب بضربات وبتدخل في سوريا". واضاف "بالتأكيد سنقدمها الى مجلس الامن". واوضح ان هذه الادلة تشهد على "الطابع الاستفزازي" للهجوم الكيميائي في الغوطة.
في الاثناء اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه "لا يمكن لاحد التشكيك بموضوعية" مفتشي الامم المتحدة في سوريا بعد اتهامهم بـ"الانحياز" من جانب روسيا.
وقال فابيوس في تصريحات للصحافيين ان "احدا لا يمكنه التشكيك بموضوعية الاشخاص الذين عينتهم الامم المتحدة". كما ابدى "استغرابه الشديد" ازاء التصريحات التي ادلى بها لافروف والتي ندد فيها بـ"الخلاصات المسيسة، المنحازة والاحادية" من جانب مفتشي الامم المتحدة.
وأعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل أمس ان الاستعدادات العسكرية الاميركية وانتشار السفن الحربية في شرق البحر المتوسط "ستبقى على ما هي عليه" للقيام بضربات عسكرية محتملة في حال فشل الاتصالات الدبلوماسية بشأن سوريا.
وقال هيغل "من البديهي القول ان التهديد الاميركي الواضح باللجوء الى القوة اوصل الى العملية الديبلوماسية، وعلينا ان نبقي الخيار العسكري كما كان قبلا"، موضحا ان الانتشار الحالي للسفن المجهزة بالصواريخ العابرة في المياه المجاورة لسوريا لن يتغير.
واضاف الوزير الاميركي في مؤتمر صحافي "نحن مستعدون لاعتماد اي خيار يرغب به" الرئيس الاميركي باراك اوباما.
وأفاد مسؤولون في البنتاغون ان الولايات المتحدة تنشر حاليا اربع مدمرات في منطقة شرق المتوسط مجهزة بصواريخ توماهوك ومستعدة لشن هجوم في حال فشلت الحلول السياسية مع النظام السوري.
واعلن هيغل وقائد اركان الجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي ان ادارة اوباما لا تزال تدرس ما اذا كانت ستنقل من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) الى وزارة الدفاع مهمة تسليم سلاح الى مسلحي المعارضة السورية، الامر الذي سيعني زيادة كميات السلاح المسلمة.
وقال الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن في لندن ان الخيار العسكري يجب "ان يبقى مطروحا" للضغط على النظام السوري كي يحترم الاتفاق الروسي - الاميركي حول تفكيك ترسانته الكيميائية.
وأعلن رئيس فريق مفتشي الامم المتحدة اكي سيلستروم الاربعاء ان المحققين بالاسلحة الكيميائية سيعودون الى سوريا قريبا للتحقق من مختلف الاتهامات ضد المعارضة والنظام.
وقال السويدي سيلستروم لوكالة فرانس برس "سنعود الى سوريا. لم يحدد جدولنا الزمني بعد، ولا يمكنني بالتالي تحديد موعد عودتنا، لكنها ستكون قريبة". وخلص فريقه الذي زار سوريا في اب، في تقرير رفعه في 16 ايلول الى انه تم استخدام اسلحة كيميائية على مستوى كبير في النزاع السوري.
كما اعلنت البعثة انها جمعت "ادلة دامغة ومقنعة" بان غاز السارين ادى الى مقتل مئات الاشخاص في هجوم على الغوطة الشرقية بريف دمشق في 21 اب.
واوضح سيلستروم ان التقرير الذي تم تقديمه "كان جزئيا". واضاف ان "ثمة اتهامات اخرى تم عرضها للامين العام للامم المتحدة وتعود الى شهر اذار، تطال الطرفين" المتحاربين في النزاع السوري.
واشار الى ان "13 او 14 تهمة" تستحق التحقيق بها. واوضح سيلستروم ان المحققين لا يسعون الى تحديد هوية الجهة المسؤولة عن هجوم 21 اب الذي اودى بحياة اكثر من 1400 شخص بحسب الولايات المتحدة، مشيرا الى ان "هذا الامر ليس من ضمن المهمة المنوطة بنا".
ولفت الى ان الجدول الزمني لتحركات فريق المفتشين سيتم تحديده "خلال اسبوع"، معربا عن امله في تقديم تقرير نهائي يتناول كافة التهم "ربما قبل نهاية تشرين الاول".
وأعلن مسؤولون محليون اتراك انهم يستعدون لارسال مساعدات انسانية الى سكان منطقة سورية واقعة تحت سيطرة ميليشيات كردية على الحدود مع تركيا. واشارت محافظة سانلي اورفا (جنوب شرق) في بيان الى انه "تم الحصول على اذونات بمبادرة من محافظ سانلي اورفا جلال الدين غوفنتش(..) لإرسال مساعدات انسانية عن طريق الهلال الاحمر والتنسيق معه، الى المواطنين السوريين في منطقة عين العرب".
ميدانياً، قتل اول عربي اسرائيلي من قرية المشيرفة القريبة من مدينة ام الفحم شمال اسرائيل، اثناء قتاله مع مجموعات متطرفة في سوريا بحسب اقربائه.
وقال قريب له طلب عدم كشف اسمه لوكالة "فرانس برس" "ان القرية تتحدث عن اختفائه منذ نحو شهر اذ غادر الى سوريا مع اثنين من مدينة ام الفحم عن طريق تركيا كي يحاربوا في سوريا مع جبهة النصرة".
وفي حمص طالب ناشطو حمص بإجلاء المدنيين من المدينة المحاصرة منذ 15 شهرا من القوات النظامية، مشيرين الى ان ظروف العيش باتت لا تحتمل.
وقال ناشط يقدم نفسه باسم يزن لوكالة "فرانس برس" في اتصال معه عبر سكايب "لا امكانية لدخول او خروج اي شيء من الاحياء المحاصرة"، داعيا المنظمات الدولية الى "انقاذ الاطفال و النساء و كبار السن"، مشيرا الى ان عددا كبيرا من المحاصرين في الداخل مطلوبون من النظام، مطالبا بضمانات لعدم اعتقال من يخرج من المدينة."
اللواء
الأمم المتّحدة ترفض التشكيك الروسي: المفتشون سيعودون إلى سوريا
«النصرة» تقتحم أعزاز .. والنظام يصعِّد في برزة والأطلسي للتمسّك بالخيار العسكري
وكتبت صحيفة اللواء تقول "ردت الامم المتحدة بعنف على الشكوك الروسية والسورية المتمادية بشأن تقرير المحققين الدوليين في الهجوم الكيماوي الذي اوقع آلاف القتلى والجرحى في٢١ آب الماضي في غوطة دمشق ،والذي حمّل بصورة غير مباشرة النظام السوري المسؤولية الكاملة عن المذبحة المروعة.
ميدانيًا كان لافتاً امس تصاعد حدة القتال بين مقاتلي جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والجيش السوري الحر الذي فقد السيطرة على بلدة أعزاز الحدودية لصالح الجهاديين في حين خسر هؤلاء احدى القرى الحدودية مع تركيا لصالح المسلحين الاكراد.
وفي الوقت الذي كثفت فيه روسيا وحليفتها سوريا امس جهودهما لمنع صدور اي قرار دولي من شانه ان يفتح المجال امام استخدام القوة ضد سوريا.واتهمت روسيا مفتشي الامم المتحدة الذين حققوا في الهجوم الكيميائي في سوريا ب «الانحياز»قائلة انها تلقت من دمشق ادلة تدعم فرضية تعمد المعارضة السورية الاستفزاز وضلوعها في الهجوم الكيميائي،دافعت الامم المتحدة بشدة عن مصداقية تقريرها حول استخدام اسلحة كيميائية .
ومن دمشق حيث كان في زيارة، اتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف مفتشي الامم المتحدة «بالانحياز»، قائلاً انه تلقى من نظام الرئيس بشار الاسد عناصر تدعم فرضية استفزاز المسلحين.
وقال ريابكوف ان المفتشين «حضروا تقريرهم بطريقة انتقائية وغير كاملة من دون الاخذ في الاعتبار بالعناصر التي اشرنا اليها مرارا»، متحدثا عن «خلاصات مسيسة ومنحازة واحادية».
ورد المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركيعلى الاتهامات الروسية بشدة وقال ان هذه التصريحات «محاولة للتشكيك بفريق المحققين بقيادة البروفسور آكي سلستروم (...) وصدقية تقريره الموضوعي بالكامل».
وقال نيسيركي ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «له ملء الثقة في الحرفية التي يتمتع بها فريقه وفي الخلاصات» التي توصل اليها التقرير.
واضاف ان مفتشي الامم المتحدة «حققوا بطريقة غير منحازة ووفقا للقواعد العلمية الاكثر رفعة»، مشيرا الى ان التقرير «يؤكد من دون لبس وبطريقة موضوعية استخدام اسلحة كيميائية في سوريا».
وخلص الى القول ان «هذه الوقائع الفظيعة تتحدث عن نفسها». واكد ان المفتشين سيعودون الى سوريا متى كان ذلك ممكنا» لانجاز عملهم في خان العسل وبشأن كل الاتهامات الاخرى التي تتمتع بصدقية (حول استخدام اسلحة كيميائية).
من جانبه، اعلن رئيس فريق مفتشي الامم المتحدة اكي سيلستروم ان المحققين بالاسلحة الكيميائية سيعودون الى سوريا قريبا للتحقق من مختلف الاتهامات ضد المعارضة والنظام.
وقال السويدي سيلستروم «سنعود الى سوريا. لم يحدد جدولنا الزمني بعد، ولا يمكنني بالتالي تحديد موعد عودتنا، لكنها ستكون قريبة».
وعبر الرئيس السوري عن تقديره لمواقف روسيا الداعمة لبلاده في مواجهة «الهجمة الشرسة» التي تتعرض لها، في حين قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد انه على قناعة بانه لن يكون هناك قرار دولي يجيز استخدام القوة ضد بلاده.
وعبرالاسد خلال لقائه ريابكوف «عن تقديره والشعب السوري لمواقف روسيا المساندة لسوريا في مواجهة ما تتعرض له من هجمة شرسة وارهاب تكفيري تدعمه دول غربية واقليمية وعربية».
وقال المقداد «اعتقد انها كذبة كبيرة تستخدمها الدول الغربية. نعتقد انه (الفصل السابع) لن يستخدم بتاتا. لا مبرر لذلك، والاتفاق الروسي الاميركي لا يتضمن اي اشارة الى هذا الامر».
من جانبه، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس ان روسيا ستسلم مجلس الامن «ادلة» تؤكدان الهجوم بالسلاح الكيميائي، كان عبارة عن «استفزاز» قام به المعارضون السوريون.
وقال لافروف «لدينا ما يكفي من الادلة التي تفيد بان استخدام الاسلحة الكيميائية جاء في سياق لجوء المعارضة بشكل منتظم الى استفزازات للتسبب بضربات وبتدخل في سوريا». واضاف «بالتأكيد سنقدمها الى مجلس الامن».
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه «لا يمكن لاحد التشكيك بموضوعية» مفتشي الامم المتحدة في سوريا.
في غضون ذلك، قال الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان الخيار العسكري يجب «ان يبقى مطروحا» للضغط على النظام السوري كي يحترم الاتفاق الروسي الاميركي حول تفكيك ترسانته الكيميائية.
كمااعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان الاستعدادات العسكرية الاميركية وانتشار السفن الحربية في شرق البحر المتوسط «ستبقى على ما هي عليه» للقيام بضربات عسكرية محتملة في حال فشل الاتصالات الدبلوماسية بشأن سوريا.
ميدانياً، ارتفع عدد القتلى في سوريا امس على يد القوات النظامية إلى ٨١ شخصا، بينهم 24 مدنيا قضوا ذبحا وحرقا في بلدة كفرزيبا بإدلب ، بينما سيطر الثوار على جبل الأربعين بإدلب وخاضوا معارك عدة في حلب ودمشق ودرعا وسط قصف جوي ومدفعي.
وأكدت وكالة مسار برس أن قوات النظام أعدمت صباح امس حوالي 24 مدنيا وأحرقت جثثهم في بلدة كفرزيبا، وأضافت أن كتائب الثوار ردت على العملية بقتل عدد من عناصر قوات النظام بعد سيطرتها على قمة جبل الأربعين ومنطقة قصر الفنار المجاورة.
وفي تطور لافت، اجتاح مقاتلون من جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام بلدة أعزاز على مسافة خمسة كيلومترات من الحدود السورية التركية .
بالمقابل، تمكن مقاتلون أكراد من طرد مقاتلي النصرة من قرية علوك في شمال شرق سوريا بعد اشتباكات عنيفة قتل فيها خلال اليومين الماضيين اكثر من عشرين مقاتلا من الطرفين .
ميدانياً أيضاً، قال نشطاء ان القوات الجوية للاسد ضربت حي برزة في دمشق حيث يحاول مقاتلو المعارضة التقدم اكثر داخل المدينة.
وطالب ناشطون من حمص باجلاء المدنيين من المدينة المحاصرة منذ 15 شهرا من القوات النظامية، مشيرين الى ان ظروف العيش باتت لا تحتمل.
على صعيد آخر، حذر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو النظام السوري من «عواقب» القيام باي اعمال انتقامية بعد اسقاط مروحية سورية الاثنين."