ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: عن نظرية المؤامرة الجمعة مارس 13, 2009 1:42 am | |
| عن نظرية المؤامرة
|
| خيري الذهبي
| |
وصرخ المسروق مرعوباً بعد أن تفحص محفظته: لقد سرقت.. حرامي، فتجمعوا من حوله يضعون أصابعهم على أفواههم في تحذير: عيب أنت في حارة أكابر. ولكنه وقد أحرقه ضياع كل ما يملك لم يستطع إلا أن يصرخ: هذه حارة لصوص... ولكن العقلاء أخذوه من ذراعه جانباً وأخذوا في النصيحة الحنون: إياك. إياك. أنت تسكن
|
|
مع هؤلاء الناس على كوكب واحد ولو بدأت في اتهامهم باللصوصية ولا تستطيع ضدهم شيئاً، فهم الأكثر والأقوى لن تفيد إلا أن ينظروا إليك في عداء وسخرية، ثم في حقد، ثم سيحاصرونك حتى يحيلوا حياتك إلى جحيم ولن تفيد شيئاً من صرخاتك، ولكني سرقت هس. هس.. اصمت. يكفي. ما كان قد كان. عليك أن تتعامل مع الآن إنس الماضي... الماضي لن يعود. هس. وأخذ الرجل في مغالبة نفسه والضغط على شفاهه في ألم يحاول نسيان أنهم سرقوا كل ما يملك. نظر إليهم. كانوا الأكثر، والأقوى، والأجمل، والأكثر تواصلاً مع الآخرين، فصمت وحاول أن يعيش حياته ناسياً أنه سرق. وحين حاول ابنه الذي كبر الصراخ بأنه ابن المسروق ضغط الأب عليه لائماً ومصمتاً: إياك. سيسخرون منا وأنا قوم مصابون بالبارانويا وجنون الاضطهاد. ليس هناك من سرقة! إخرس. هذه المقدمة تشرح سذاجة وبساطة علاقتنا مع الغرب. نحن المسروقون المغتصبة حقوقهم ولكن علينا أن نخجل من دعوانا بأنا مسروقون، فهذا الإدعاء ليس حضارياً!!... وببساطة استطاعوا إقناع عقلائنا بنسيان الأمر والالتفاف من حوله حتى نستطيع التعامل مع المجتمع الدولي وعقلائه ومؤسساته،ولنعد إلى قراءة المؤامرة التي يريدون منا الاقتناع بأنه مزعومة. بعد معركة نافارون البحرية عام 1827 والتي تحطم فيها الأسطول المصري الصاعد، أسطول محمد علي الذي هب لنصرة السلطان العثماني، فتحطم الأسطولان الحلمان المصري والعثماني وتحررت اليونان من الاحتلال العثماني الذي بكى من أجل التخلص منه اللورد بايرون ومثقفوا أوروبا الذين سيصمت أبناؤهم وأحفادهم عن الإحتلالات الغربية لمراكز الحضارة المشرقية مصر وبابل والشام، ولكن أن تكون مصدر الحضارة الأوروبية المزعومة (اليونان) تحت الاحتلال التركي فهذه وصمة لا تحتمل وعلى المثقفين القتال لمحو هذه الوصمة!!!.. على أي حال ليس هذا همنا في هذه المقالة فهمنا هو ما سيقوله مستشار الرئيس الأمريكي بريجينسكي بعد مئة وستين عاماً تقريباً، قال: بعد معركة نافراون فقد الشرق كل قرار سياسي له، وصارت قراراته تتخذ في الغرب!!! هل قرأتم صراحة، لن أقول وقاحة. بل سأكتفي بكلمة صراحة. مثل هذه، لقد فقدنا قرارنا السياسي. دولة عثمانية كنا. أم دولة تابعة لمصر محمد علي، أم دولاً مستقلة!!! وما أحلى الاستقلال الذي منوا به علينا، فقرارنا السياسي في يد الغرب. الغرب الذي قرر أن فلسطين وطن قومي لليهود (بلفور) والغرب الذي قرر فصل المشرق العربي عن المغرب (بإسرائيل) والغرب الذي مزق بلاد الشام، مصغراً العالم العربي إلى سبع دول ثم اكتفى بأربع، مزقة وأصر، وحارب وضغط، وأفقر حتى يعرض الاستسلام وقبول مشيئته العليا. الغرب الذي بكى وصرخ بكل لغات العالم المتحضر من أجل طفلة يهودية حوصرت وعانت في حصار لينينغراد وصنع من مأساتها أسطورة، وأدباً، وسينما، ولكنه ينظر بعين بيضاء لا تطرف إلى مئات الأطفال يقتلون بدم بارد وبسلاح غربي، وبأسلحة محرمة دولياً إلا على الولد المدلل إسرائيل، الغرب الذي لا يرى التجويع والحصار في غزة، بل يرى صواريخً بدائية يلقيها الفقراء الضعفاء، المحرومون تكنولوجياً من غزة على ابن الست، فيرونها جريمة يجب إيقافها، ولا يرون في طائرات الإف 16 القلاع الطائرة إلا أنها حق دفاع طبيعي عن النفس. وإذا ما أعلنا أنها مؤامرة تستكمل قرار الغرب السياسي منذ نافارون قالوا أنتم مصابون بالبارانويا ولا ترون إلا مصائبكم، كونوا بشراً إنسانيين عالميين. ألا ترون ما حل باليهود في مأساة الهولوكوست، ولكن.. أعوذ بالله.. لن أناقش في مصداقية هولوكوست محرقة اليهود، فأنا أرى بعيني الهولوكوست العربي في غزة.. ولا يرونه.. قال السيد المسيح: أنت ترى القذاة في عين جارك ولا ترى الخشبة في عينك. أيها الغرب.. بعض الخجل فأنا أصرخ متجاهلاً حكمة أهل البلاط الذين رفضوا إعلان عري الملك،وها أنذا أهتف: ملككم عار.. عار.. والملك عار.. إنها المؤامرة.. المؤامرة. وأشد ما يخيفني أن نتحول إلى عناصر متواطئة في هذه المؤامرة!!! ضد أنفسنا خجلاً من اتهامنا بجنون اضطهاد المؤامرة.
|
|
| |
|